كانت صلاة الفجر ملتقى ملائكة الليل وملائكة النهار ويشهدونها مع المصلين، ووقتها قريب من النزول الإلهي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تفضل صلاة الجميع صلاة أحدكم وحده، بخمس وعشرين جزءا، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر» ثم يقول أبو هريرة: فاقرءوا إن شئتم: {إن قرآن الفجر كان مشهودا}،
وهي خيرٌ من الدُّنيا وما فيها كما جاء في الحديث السابق؛ أي أنَّها تفضل على كلِّ مافي الدُّنيا من زخارف، وجمال، وأشجار، وبيوت، وقصور، وأموال، ومُلهيات، ولكنَّها لا تفضَّل على بعض العبادات كالفرائض مثلاً، فالعبادات لا تدخل في هذا المعنى،[٣٦] ولشدَّة اهتمام الرَّسول- صلى الله عليه وسلم- بركعتي الفجر، كان يؤدّيهما فوراً بعد الأذان، وكان يوصي بهما كثيراً، حتى وإن فاتت المسلم الصّلاة فكان يحثّ -عليه الصلاة والسلام- على قضائها، وكلُّ ذلك لفضلها وعِظَمِ شأنها.
المواظبة على الذِّكر والأوراد اليوميّة، وقراءة القرآن بشكلٍ مستمرٍ. تذكُّر الآخرة والموت، وزيارة القبور للاتّعاظ، ومحاسبة النَّفس، ولومها على التقصير. المحافظة على أداء السُّنن، وقيام الّليل، والصَّدقة. الدُّعاء واللجوء إلى الله، ويدعو المسلم بعد الاستيقاظ ويقول: “الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور”. تعظيم أمر الصَّلاة، ورفع قدرها، والشُّعور باللّذة والخشوع عند أدائها.